مرتبطا بعدم التلاؤم بين الأهداف، التدخلات الديداكتيكية، الأدوات والمعينات المتجددة باستمرار وبين نماذج جداول الحصص التقليدية المعممة على كل الوضعيات التعليمية التعلمية، دون تقدير لاختلافات المتعلمين وللتحولات التي عرفتها المؤسسة وجمهورها وأهدافها وبرامجها، علما أن التقطيع الميكانيكي للزمن يشكل سدا أمام توظيف منظورات البيداغوجيا الفارقية القائمة على تنويع السيرورات.
إن الإيقاع المدرسي ليس فقط مسألة توزيع زمني محايدة، وإنما هو نتيجة تصور بيداغوجي ينظر إلى الزمن في ضوء الأهداف البيداغوجية للمشروع التي هي في الأصل ترجمة لحاجيات المتعلمين المرصودة، لذا استبدلت بيداغوجيا الكفايات الإيقاع التقليدي الصلب الذي يستجيب لاكتساب المعارف في ذاتها بإيقاع جديد يتميز بالتدبير المرن لجداول الحصص ليستجيب لتنويع سيرورات التعلم، وهو ما يقتضي من الإدارة التربوية الدخول في حوار مع الفرق التربوية حتى يتم ترتيب الأولويات مع كل فريق، وحتى تستجيب هذه الجداول الأهداف المشروع.
ويمكن الاستناد مثلا إلى ثلاث فرضيات في تدبير الزمن حينما تستند الكفايات إلى استرتتيجية المجزوءات حينما تنتظم هذه الأخيرة أسبوعيا :
- تنظيم مجزوءات مستقل بعضها عن بعض في جداول وحصص المواد المعنية؛
- تنظيم مجزوءات مادتين بتواز في فصل واحد؛
- تنظيم مجزوءات مادة واحدة في فصلين أو أكثر.
إن إدماج مفهوم الزمن في الممارسة البيداغوجية يقود مباشرة إلى تعلم واستيعاب الزمن : القدرة على تدبير الزمن، الاستقلالية في توظيف زمن العمل، زمن الترفيه، الزمن الشخصي. إنهما بالفعل المقدرتان اللتان يتطلبهما عالم الغد من الجميع وبالضبط من الشباب.
